بسبب إيمان الجامعة الأنطونيّة أنّ الموسيقى لغة تواصل ومدّ للجسور بين أبناء الوطن الواحد مهما تنوّعت مشاربه، فقد دعى الأب ماجد مارون مدير الجامعة الأنطونيّة في فرع مجدليّا\زغرتا وكليّة الموسيقى وعلم الموسيقى فيها، إلى مشاركة فعّالة في “يوم الموسيقى العربيّة الدوليّ” (28 مارس)، وذلك بالشراكة مع المجمع العربيّ للموسيقى (التابع لجامعة الدول العربيّة)، وبالتعاون مع كلّ من معهد مار إلياس الفنّيّ التقنيّ العاليّ ومعهد دار التربية والتعليم التقنيّ، تمثّلت في تقديم “ورشتَيّ عمل في التربية الموسيقيّة المقاميّة” لطلّاب وأساتذة المعهدَين المذكورَين في مدينة طرابلس\لبنان تحت عنوان: “تعرّف على آلة السنطور التربويّ”، قدّمهما الدكتور هيّاف ياسين (رئيس قسمَي علم الموسيقى والموسيقى العربيّة الفنّيّة في الجامعة الأنطونيّة).
بدأ اللّقاء بمقدّمة تعريفيّة عن “يوم الموسيقى العربيّة الدّوليّ” وأهميّته وظروف نشأته، قدّمتها ممثّل لبنان في المجمع العربيّ للموسيقى (جامعة الدول العربيّة) الأستاذة منى زريق الصائغ. بعدها استهلّت الورشة مع د. هيّاف ياسين متضمّنة شرحًا عن أهميّة الموسيقى المقاميّة اللّبنانيّة والعربيّة في التربية الموسيقيّة، وعلى وجوب تعزيز الازدواجيّة اللّسانيّة الموسيقيّة عند الأطفال (الموسيقى المقاميّة اللّبنانيّة\العربيّة من جهة والموسيقى الطوناليّة الغربيّة من جهة أخرى). ثمّ استكمل اللّقاء بتطبيق عمليّ لأرصدة موسيقيّة (أغانٍ وعديّات تربويّة) من خلال أدائها عزفًا على آلة “السنطور التربويّ” بصفته وسيطًا تربويًّا موسيقيًّا ناجحًا في إطار التربية الموسيقيّة المقاميّة، وذلك على مدار ساعتين من الزمن.
والجدير ذكره أنّ الورشتَين لاقتا استحسانًا وقبولًا وتفاعلًا كبيرًا لدى طلّاب وأساتذة الموسيقى في كِلا المعهدَين، وذلك لسببين اثنين:
- أوّلهما أنّ الموسيقى المقاميّة هي بنت هذه الأرض، وهي قريبة من مشاعر الناس التي تعيش في هذا الوطن، وبالتالي تستطيع توليد تفاعُلٍ صريحٍ وعفويٍّ وطبيعيٍّ كبير ومؤثّر؛
- ثانيهما أنّ آلة “السنطور التربويّ” كانت سهلة الاستخدام، فاستطاع الجميع المشاركة بفعاليّة وبسهولة وببساطة، ما يؤكّد مرّة جديدة على نجاعة هذه الآلة الموسيقيّة في الاستخدام التربويّ الموسيقيّ لا سيّما المقاميّ منه.
في النهاية، قدّم د. هيّاف ياسين نموذجًا من آلة “السنطور التربويّ” كهديّة لكلّ معهدٍ على حِدا، راجيًا من الإدارة والأساتذة والطلّاب تفعيل استخدام هذه الآلة الموسيقيّة في إطار تعزيز وتعويض النقص الحاصل للموسيقى المقاميّة اللّبنانيّة والعربيّة في الأطر التربويّة الموسيقيّة؛ كما دعاهم لرفع مستوى وجَودة التعليم الموسيقيّ، مذكّرًا بقدرة كليّة الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونيّة على المساعدة في تطوير هذا الحقل؛ وفي الختام، أخذت الصور التذكاريّة.
يذكر أنّه تمّ تقديم الورشة الأولى يوم الثلاثاء الواقع 18 آذار 2025، من الساعة 2:30 إلى 4:30 عصرًا، في معهد مار إلياس الفنّيّ التقنيّ العاليّ، في الميناء\طرابلس، شمال لبنان، بحضور المدير الأستاذ إيلي بيطار وبعض من الأساتذة والإدارة والطلّاب؛ أمّا الورشة الثانية فقد تمّ تقديمها يوم الأربعاء الواقع 19 آذار 2025، من الساعة 1:30 ظهرًا إلى الساعة 3:30 عصرًا، في معهد دار التربية والتعليم التقنيّ، في شارع الحريّة، طرابلس، شمال لبنان، بحضور مديرها الأستاذ حميد طبّال، وبعض الإداريّين، وأساتذة الموسيقى والطلّاب.




